رام الله - -"فقدناه ولكننا لن نفقده حتى الآن ولا فى المستقبل لأنه كل الشعب" هو شعار لايزال يردده الفلسطينيون على رحيل الرئيس ياسر عرفات الذى يصادف هذا الإسبوع من شهر نوفمبر الذكرى الخامسة على وفاته ، ورغم مرور هذه السنين الخمسة إلا أن لغز الوفاة مازال مجهولا غير أن هناك إجماعا فلسطينيا على أن إسرائيل هى التى اغتالت "أبوعمار" بطريقة أو بأخرى.
ورغم مرور هذه السنين الخمسة ، إلا أن "أبوعمار" - الذى يعتبر من شخصيات الصراع العربى الإسرائيلى المحورية والتى ارتبط اسمها بالقضية الفلسطينية طوال العقود الخمسة الماضية - يعد الحاضر الغائب بالنسبة للفلسطينيين كافة (قطاع غزة والضفة الغربية).
وقد حاصرت قوات الاحتلال "أبوعمار" فى مقره الرئاسى فى مدينة رام الله بالضفة الغربية أواخر مارس 2002 عقب الاجتياح الإسرائيلى لمدن الضفة ، ثم سمحت له لاحقا بالتحرك فى نطاق ضيق داخل الضفة ، ثم عادت وفرضت عليه الحصار مجددا إلى أن أصيب بمرض غامض نقل على أثره إلى فرنسا للعلاج ، غير أنه توفى فى إحدى المستشفيات الفرنسية فى 11 نوفمبر 2004.
وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد شكلت لجنة تحقيق لمعرفة أسباب وفاة الرئيس الراحل ، حيث ترأس هذه اللجنة ابن شقيقة أبوعمار وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور ناصر القدوة.
ويؤكد القدوة رئيس مؤسسة (مؤسسة عرفات) أن وفاة "أبوعمار" كانت غير طبيعية والسبب على الأغلب هو السم ، ولكن ليس لدينا الدليل الآن ، غير أننا سنتمكن بشكل سريع نسبيا من الحصول على هذا الدليل.
ويقول "لذلك فضلنا الاحتفاظ بحقنا فى الحصول على القطعة الأخيرة من القضية ، وإسرائيل تبقى المسؤولة كونها فرضت عليه الحصار".
وقال الدكتور ناصر القدوة رئيس مؤسسة (مؤسسة عرفات) إنه تعزز لديه شعور وقناعة بأن وفاة أبوعمار لم تكن نتيجة أسباب طبيعية ، مستندا فى ذلك إلى التقارير الطبية التى وردت من مستشفى الذى توفى فيها الرئيس الراحل فى فرنسا ، مشيرا إلى أن التقارير تحدثت عن إمكانية إصابته بالسرطان لكن هذا تم نفيه نتيجة الفحوصات ، وكان الحديث عن إمكانية إصابته بالتهابات حادة ، وايضا هذا تم نفيه.
ومن جانبه ، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح فهمي الزعارير "إن حركة فتح تعمل بكل إمكانياتها لكشف حقيقة ما جرى للشهيد أبوعمار" ، مشيرا إلى أن ملف وفاة الرئيس الراحل تمت مناقشته فى المؤتمر السادس لحركة فتح ، وشكلت لجنة لمواصلة التحقيق بقرار من المؤتمر ، ما يعنى ان هذا القرار هو ذات صبغة إلزامية ولا يمكن التراجع عنه تحت أى ظرف من الظروف.
وأضاف "قسمنا ملف اغتيال (أبوعمار) إلى شقين ، الأول خلال تعرضه للحصار الإسرائيلي حيث نعتبر أن إسرائيل كدولة احتلال هي التي حاصرت الرئيس بالتالي هي المسؤولة عن استهدافه".
وتابع الزعارير "الشق الثاني ، يتعلق بالآلية التي تم اغتيال الرئيس الراحل فيها ، هل بواسطة سم متطور أم شيء آخر مجهول ؟ ".
وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة عبدالرحيم ملوح الذي يشغل أيضا منصب نائب الأمين العام للجبهة الشعبية "إن حقيقة وفاة الرئيس الراحل لابد من معرفتها" ، مؤكدا أن "أبوعمار بمماته وحياته هو قضية فلسطينية وطنية تهم كل الفئات الوطنية وفصائل العمل الوطني".
والسؤال الذى يطرح نفسه ، هل سر وفاة (أبوعمار) صاحب المقولة الشهيرة أمام الأمم المتحدة "إنني جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر ، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي..الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين" سيظل مجهولا أم ستظهر حقيقته؟.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط ،
